أمريكية غير مسلمة تروي كيف تساعد أولادها المسلمين على الصيام؟

عمل الخير في رمضان

معظم الناس يعرفون ما هو الافطار, تلك الوجبه الاساسية التي تكسر صوم الفجر الى المغرب. وجبه اخرى وهي السحور تؤكل في الصباح الباكر وغالباً في الساعة المظلمة قبل اذان الفجر.

معرفتي بالسحور كانت عندما كنت في منزل اهل زوجي في بيت لحم. كان رمضاني الأول, وقد قررت ان اصوم فقط لأخوض التجربة. حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً تجمعت عائلة زوجي حول طاولة قصيره تحت الاضاءه الالكترونية, مع غليان الشاي وصوت البيض وهو يُقلى.

ما اتذكره ان من ايقظني هو رجل عمله ان يجوب الشوارع وسط الليل وهو يضرب بعصى صغيره على طبله وهو يصيح بعبارات بالعربية. استيقظ الحي بأكمله: المحلات والمخابز كانت تجوبها جيراننا ببجاماتهم يشترون خبز طازج.

الطعام على الطاولة يتكون من مصدر للبروتين مثل البيض او الحمص او الفول بجانب اطباق صغيره اخرى تحوي مربى واللبنه ونفحات من السمسم, وجبنة البقرة الضاحكه على شكل مثلثات – كل ذلك يؤكل بقطع من الخبز. حضور الشاي على طاولة كان دائماً, شاي مركز ومحلى, محضر في ابريق الشاي الالمونيوم ويقدم في اكواب الشاي الصغيره.

في منزلي في ولاية واشنطن, كزوجة في رمضان كنت احضر عينات من هذا السحور لزوجي. احضر نفس الشاي في ننفس الابريق وحضرت اطباق صغيره من المكسرات والفواكه المجففه والمربى والزبادي والسمسم – كثير من الأطباق, لكن لا شيء مطبوخ. كنت احاول الوصول الى افضل منظر للسحور بأقل مجهود ممكن.

بعد ذلك ببضع سنين بدأت انا ايضا ان اصوم حقيقةً. كنت استيقظ مبكراً جدا لأحضر لنفسي سحوراً معبراً لأني كنت اخاف ان يغمى علي من الجوع. السحور كان يضم الفواكه وطبق رئيسي وطبق جانبي والتحليه (نعم كما قرأت) ثم القهوه الأمريكية والتمر.

بعد ذلك كبرت عائلتنا, وواحد تلو الاخر, بدأ اطفالنا في الصوم. السحور زاد اهمية: اردت ان املأ اطفالي الثلاثه بالسعرات الحرارية والمغذيات والسوائل قدر المستطاع. صديقتي ريما حكت لي عن سحورها العربي-الامريكي في صغرها في ولاية مشيجان. كانت اروائح تملأ المنزل في منتصف الليل. ريما واخوتها كانوا يأتون للسفره وهي مغطاة بكثير من الاطعمة العربية, في نفس الوقت التي تسحب فيه امها صينية رول السينامون او القرنفل من الفرن.

اردت ان اصبح مثل تلك الأم، لكني لم اكن, ولا حتى مرة واحده.

مثل الافطار, السحور يعد شيء شخصي. من الطبيعي ان يريد كل طفل شيء مختلف. الابن الاكبر يريد طبق من الحبوب, والأصغر يريد البيض, والبن المنتصف مصر على شوكولا النوتيلا في خبز ابيض.

بعض من هذه الاكلات قدمت بجانب السرير, وانا اتوسلهم ليأكلو الفاكهة ويشربو اي من السوائل, اي شيء!

مازالت عندي الرؤية ونحن نتناول السحور سوياً. في هذا الوقت بدأ تقليدنا على نور الشموع. ابنتي لم تستطع ان تتحمل الضوء وهو مفتوح في منتصف الليل, لذلك اصبحنا نتناول السحور على نور الشموع. مع كبر الأطفال اصبحو هم يستيقظون ويعدون سحورهم بأنفسهم, وهذا يعد انكشافاً للأمز السحور اصبح اسهل. اصبح استطيع ان اركز على وجبتي من دقيق الشوفان والمكسرات.

في العام الماشي قضينا اسوأ رمضان من الممكن ان نقضيه. كنا في دبي في اغسطس, الحراره شديده والاطفال في عطله من المدرسه. كنا ننام حتى الظهيره ومن المعتاد ان نظل مستيقظين حتى السحور. لم نكن نأكل سحورنا المعروف بل تكملة لما اكلناه في الافطار.

ماذا يحمل السحور لعائلتنا هذا السنه؟ سنعرف بمرور الوقت, لكني اعترف, مازال يحتوي النوتيلا والضوء الشموع. السحور ليس مثل ذلك الذي كنا نراه في بيت لحم, لكني احاول قدر المستطاع ان اجمع عائلتي حول الطاولة مثلما كانت تفعل حماتي.